السبت، 3 سبتمبر 2016

ماذا تعرف عن المسواك ؟




منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث دائماً عن ايجاد طريقة مثلى وجيدة للإعتناء بنظافة 

فمه و أسنانه اقتناعاً منه بأن هذا هو  المدخل الرئيسي والطبيعي للطعام والجهاز

 الأول المسؤول عن استقبال كل مايدخل إلى المعدة , لذلك يجب أن يكون نظيفاً 

. و بداية كما يحدثنا التاريخ القديم استخدم الإنسان الأول ريش الطيور و الزغب في

 تنظيف أسنانه , و كذلك عظام بعض الحيوانات ثم قطعاً صغيرة من القماش الخشن 

, إلى بعض أنواع الأخشاب والأشجار حتى وصلنا إلى استخدام فرشاة الأسنان

الكهربائية و أنواع المعاجين المختلفة الأشكال والألوان والمذاق والمحتويات، إلى

 تيارات المياه المندفعة والخيوط الحريرية .. الخ . و كلها محاولات منذ القدم و حتى

 الآن للحفاظ على فم نظيف و أسنان بيضاء ناصعة تعطي ابتسامة براقة و ثقة عالية

 في النفس و مخارج ألفاظ صحيحة إلى آخر وظائف الأسنان المتعددة و المعروفة
 .
وكان لنا نحن المسلمين السبق أيضاً في هذا المضمار , فمنذ أكثر من ألف و أربعمائة


 عام قريباً و المسلمون يستخدمون نوعاً من الأخشاب الجافة التي تقوم بنظيف 

الأسنان و تعطير و تطهير الفم و هو مايعرف بالمسواك.





و عملية السواك هي عملية تنظيف الأسنان لما تقوم به من حركة ميكانيكية هي 

نفسها التي تقوم بها فرشاة الأسنان . و قد أوصى الرسول الكريم صلوات الله و 

سلامه عليه حين قال : ” لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة “.


و على الرغم من التطور الرهيب والمذهل في عالم طب الأسنان و أساليب العلاج 

والاختراعات المتلاحقة للأجهزة و الأدوات التي تستخدم في تنظيف الأسنان إلا أن 

المسواك لازال يحظى باهتمام و استخدام العديد من المسلمين في كافة 

الأقطارالإسلامية كأداة وحيدة تقوم بهذه المهمة و هي تنظيف الأسنان و تعطير و

 تطهير الفم مما حدا بالكثير من العلماء و الباحثين العرب و الأجانب على السواء إلى

 تكثيف جهودهم و عمل الكثير من الأبحاث الميدانية و العملية و الاكلينيكية لمعرفة 

المزيد والمزيد عن المسواك ، و نذكر من هؤلاء على سبيل المثال لويس اولفن و

 كيمري و أولسن و من العرب عيد و الشمري و المصطيهي و يونس و الانجباوي و

 غيرهم الكثير ممن أثروا هذا الجانب العلمي و البحثي .




و نحن نحصل على المسواك من شجرة تسمى سلفادورا بيرسكا و هي تنمو في بعض 

بلدان الشرق الأوسط و خاصة منطقة الجزيرة العربية و المملكة العربية السعودية و

 خاصة المنطقة المحيطة بمكة المكرمة .

و شجرة السلفادورا شجرة صغيرة في الحجم و قصيرة و لكنها كثيرة التفرع حيث 

يبلغ قطرها من الجذع حوالي ذراع أي 30 سم و يسهل كسر تفرعاتها و جذورها 

بسهولة لتعطي قطعاً صغيرة من الخشب الاسفنجي الذي يتشرب الماء بسهولة و

 يزيد حجمه .و لكي نستخدم المسواك يجب أولاً أن ننزع القشرة الرقيقة التي تحيط 

بالألياف بمقدار قليل يساوي طول فرشاة الأسنان و يسمح لنا باستخدامه فوق أسطح 

الأسنان المختلفة بحركة دائرية تشبه حركة فرشاة الأسنان تماماًو في اتجاه اللثة و 

ليس عكس اتجاهها حتى لا يؤدي هذا إلى تآكل اللثة , أي أننا نضع الألياف على 

أسطح الأسنان السفلية و ننظف إلى أعلى بحركة نصف دائرية . و بعد استخدام 

المسواك يفضل أن يحفظ في مكان بارد مثل الثلاجة حتى لا يفقد عصارته و يجف.


و كلما تآكلت الألياف الظاهرة تقص و تهذب و ينزع جزء آخر من القشرة لاستخدام 

جزء جديد حتى ينتهي تماماً. و هناك أنواع عديدة مختلفة من حيث السماكة , و قد 

وجد أنه كلما قل سمك المسواك كان أجود في التحكم و الحركة على أسطح الأسنان 

, كذلك تساعد العصارة الموجودة داخل نسيج المسواك على تسهيل حركته و هي ذات

 طعم مستساغ و تساعد على الهضم بعض الشيء و تقتل بعض البكتيريا الضارة في

 الفم .

و يجدر الذكر هنا أن هناك أنواعاً كثيرة جداً من الأشجار تنمو في أفريقيا و تستخدم

لأغراض طبية كثيرة و متعددة منها عسر الهضم أو الحموضة أو ارتفاع ضغط الدم 

أو أمراض القلب والشرايين و الكبد و الكلى و علاج الصداع .. الخ



إلا أن المسواك يستخدم في تنظيف الفم و الأسنان أساساً , و يعتقد كما أثبتت الأبحاث
 أن القيمة الرئيسية للمسواك تكمن في الحركة الميكانيكية للألياف على أسطح 
الأسنان , مما يؤدي إلى إزالة طبقة البلاك المتكونة على أسطح الأسنان و هي عبارة 
عن طبقة لزجة من بقايا الطعام و بكتيريا الفم لها خاصية الإلتصاق الشديد بأسطح 
الأسنان .

و هناك بعض الأبحاث الكيميائية و الميكروبيولوجية التي أثبتت أن هناك بعض
 العناصر داخل عصارة المسواك تؤدي إلى تقليل الإلتهابات بالفم و قتل البكتيريا 
الضارة الموجودة بالفم , و يدعم هذه الأبحاث استخلاص هذه المواد و إضافتها إلى 
بعض أنواع المعاجين لكنها لم تعط نفس النتائج التي نحصل عليها من خلال استخدام
 المسواك مفسه , و كذلك ضمن المسواك على صورة بودرة ناعمة لم تؤد إلى نتائج 
أيضاً , و إنما تكمن فعالية المسواك في استخدامه كما هو وليس أي محتوى من 
محتوياته .

و كذلك و جدت الأبحاث الحديثة أن المسواك يحتوي على نسبة عالية من فيتامين 
(ج) المهم لصحة اللثة و منع النزيف , و كذلك على كمية كبيرة جداً من الفلوريد
 الذي يقوي الأسنان و يمنع التسوس ,  كذلك يحتوي على مادة التراي مثيل آمين و
 الكالويدسلفادور و الكلوريدو كميات قليلة من التانين و الفلافنويد و الاسترول , و 
هي كلها مواد تساعد على تقليل الإلتهابات و مضادة للأحماض و تقتل بعض أنواع
 البكتيريا الضارة .

يبقى أن نشير إلى أن المسواك هو آداة لتنظيف الأسنان و استخدامها بالطريقة 
الصحيحة يفيد , بينما الإستخدام الخاطئ سوف يؤدي إلى تآكل اللثة و انكشاف جذور
 الأسنان و زيادة حساسيتها و هو ما ينطبق على كل أدوات تنظيف الأسنان بما في 
ذلك فرشاة الأسنان نفسها .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق